أمثالهم من اليهود والنصارى والمجوس ونقلة البلدان وفي ذلك التعطيل للأخبار والعلم بشيء من جهتها أصلا وتجويز أن تكون اليهود اليوم كاذبة في قولها إن النقل أخذته عن حجة كهي وذلك ما لا خلاص منه.
ويقال لهم: لو كان ما تنقله اليهود اليوم وتدعيه صحيحا ومأخوذا عن مثلها من سلف هم حجة لعلم الملحدون والبراهمة وأهل التثنية والمجوس وأصحاب الطبائع والفلاسفة والمنجمون صحة نقلهم اضطرارا فلما لم تكن ذلك كذلك وكان سائر من ذكرناهم يجحد نقلهم بطل أن يكون صحيحا.
فإن قالوا: هم يعلمون ذلك ضرورة ولكنهم يجحدون ما يعلمون قيل لهم وكذلك أنتم وسائر النصارى عالمون بصحة نقل المسلمين لأعلام نبيهم غير أنكم تجحدون ذلك على علم منكم لصحته فإن قالوا: نجد أنفسنا بخلاف ما تدعون قيل لهم وكذلك تزعم البراهمة والمجوس والفلاسفة وأهل الإلحاد أنهم يجدون أنفسهم غير عالمين بصحة نقلكم فلم يجب تصديقكم ولا جواب لهم عن ذلك.
وإن هم قالوا: ليس نعلم صدق السلف الذين نقلوا أعلام موسى واضطرارا وإنما نعلم ذلك من أمرهم استدلالا لسكوت من سكت عن إنكار ما نقلوه مع ادعاء حضورهم ومشاهدتهم ومن صد عن النظر في