غيرها من أجناس الحيوان. وأما بهائمها فإنها أولادها. وإنما قلنا: يلزم الكبار منها اسم بهيمة كما يلزم الصغار، لان معنى قول القائل: بهيمة الأنعام، نظير قوله: ولد الانعام فلما كان لا يسقط معنى الولادة عنه بعد الكبر، فكذلك لا يسقط عنه اسم البهيمة بعد الكبر.
وقد قال قوم: بهيمة الأنعام: وحشيها كالظباء وبقر الوحش والحمر.
القول في تأويل قوله تعالى: إلا ما يتلى عليكم.
اختلف أهل التأويل في الذي عناه الله بقوله: إلا ما يتلى عليكم فقال بعضهم:
عنى الله بذلك: أحلت لكم أولاد الإبل والبقر والغنم، إلا ما بين الله لكم فيما يتلى عليكم بقوله: حرمت عليكم الميتة والدم... الآية. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم: إلا الميتة وما ذكر معها.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم: أي من الميتة التي نهى الله عنها وقدم فيها.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة: إلا ما يتلى عليكم قال: إلا الميتة، وما لم يذكر اسم الله عليه.
حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: إلا ما يتلى عليكم: الميتة، والدم، ولحم الخنزير.
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم: الميتة ولحم الخنزير.
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم: هي الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به.
وقال آخرون: بل الذي استثنى الله بقوله: إلا ما يتلى عليكم الخنزير. ذكر من قال ذلك: