القول في تأويل قوله تعالى: * (محصنين غير مسافحين) *.
يعني بقوله جل ثناؤه: * (محصنين) * أعفاء بابتغائكم ما وراء ما حرم عليكم من النساء بأموالكم * (غير مسافحين) * يقول: غير مزانين. كما:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله * (محصنين) * قال: متناكحين. * (غير مسافحين) * قال: زانين بكل زانية.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: * (محصنين) * متناكحين. * (غير مسافحين) * السفاح: الزنا.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (محصنين غير مسافحين) * يقول: محصنين غير زناة.
القول في تأويل قوله تعالى: * (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) *.
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: * (فما استمتعتم به منهن) * فقال بعضهم: معناه:
فما نكحتم منهن فجامعتموهن، يعني من النساء، * (فآتوهن أجورهن فريضة) * يعني:
صدقاتهن فريضة معلومة. ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثنى معاوية بن صالح، عن علي بن أي طلحة، عن ابن عباس، قوله: * (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) * يقول: إذا تزوج الرجل منكم المرأة ثم نكحها مرة واحدة فقد وجب صداقها كله.
والاستمتاع هو النكاح، وهو قوله: * (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) *.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن، في قوله: * (فما استمتعتم به منهن) * قال: هو النكاح.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: * (فما استمتعتم به منهن) *: النكاح.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: * (فما استمتعتم به منهن) * قال: النكاح أراد.