وقد ذكرنا ما في ذلك من الآثار فيما مضى قبل، وأغنى ذلك عن إعادتها. وأما قوله: * (وندخلهم ظلا ظليلا) * فإنه يقول: وندخلهم ظلا كنينا، كما قال جل ثناؤه: * (وظل ممدود) *. وكما:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، وحدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قالا جميعا، ثنا شعبة، قال: سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة، عن النبي (ص)، قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، شجرة الخلد. القول في تأويل قوله تعالى: * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) *..
اختلف أهل التأويل فيمن عني بهذه الآية، فقال بعضهم: عني بها: ولاة أمور المسلمين. ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أسامة، عن أبي مكين، عن زيد بن أسلم، قال: نزلت هذه الآية: * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) * في ولاة الأمر.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: ثنا ليث، عن شهر، قال:
نزلت في الأمراء خاصة * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) *.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا إدريس، قال: ثنا إسماعيل، عن مصعب بن سعد، قال: قال علي رضي الله عنه: كلمات أصاب فيهن حق على الامام أن يحكم بما أنزل الله، وأن يؤدى الأمانة، وإذا فعل ذلك فحق على الناس أن يسمعوا وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا.