وأنشدني آخر غيره:
الحمد لله ممسانا ومصبحنا ألانه من أصبح وأمسى وكذلك تفعل العرب فيما كان من الفعل بناؤه على أربعة تضم ميمه في مثل هذا فتقول دحرجته مدحرجا فهو مدحرج ثم تحمل ما جاء على فعل يفعل على ذلك لان يفعل من يدخل وإن كان على أربعة وإن أصله أن يكون على يؤفعل يؤدخل ويؤخرج فهو نظير يدحرج وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين والبصريين مدخلا بضم الميم يعني وندخلكم ادخالا كريما قال أبو جعفر وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ ذلك وندخلكم مدخلا كريما بضم الميم لما وصفنا من أن ما كان من الفعل بناؤه على أربعة في فعل فالمصدر منه مفعل وإن أدخل ودرج فعل منه على أربعة فالمدخل مصدره أولى من مفعل مع أن ذلك أفصح في كلام العرب في مصادر ما جاء على أفعل كما يقال أقام بمكان فطاب له المقام إذا أريد به الإقامة وقام في موضعه فهو في مقام واسع كما قال جل ثناؤه أن المتقين في مقام أمين من قام يقوم ولو أريد به الإقامة لقرئ إن المتقين في مقام أمين كما قرئ وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق بمعنى الادخال والاخراج ولم يبلغنا عن أحد أنه قرأ مدخل صدق ولا مخرج صدق بفتح الميم وأما المدخل الكريم فهو الطيب الحسن المكرم بنفي الآفات والعاهات عنه وبارتفاع الهموم والأحزان ودخول الكدر في عيش من دخله فلذلك سماه الله كريما كما.
محمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن مفضل قال ثنا أسباط عن السدي وندخلكم مدخلا كريما قال الكريم هو الحسن في الجنة. القول في تأويل قوله (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) يعني بذلك جل ثناؤه ولا تشتهوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شئ عليما) يعنى بذلك جل ثناؤه: ولا تتشهوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. وذكر أن ذلك