حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما) * يعني بذلك الحكمين.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير:
(إن يريدا إصلاحا) * قال: إن يرد الحكمان إصلاحا أصلحا.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن أبي هاشم، عن مجاهد: * (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما) *: يوفق الله بين الحكمين.
حدثني يحيى بن أبي طالب، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا جويبر، عن الضحاك، قوله: * (إن يريدا إصلاحا) * قال: هما الحكمان إذا نصحا المرأة والرجل جميعا.
القول في تأويل قوله تعالى: * (إن الله كان عليما خبيرا) *.
يعني جل ثناؤه: إن الله كان عليما بما أراد الحكمان من إصلاح بين الزوجين وغيره، خبيرا بذلك وبغيره من أمورهما وأمور غيرهما، لا يخفى عليه شئ منه، حافظ عليهم، حتى يجازي كلا منهم جزاءه بالاحسان إحسانا، وبالإساءة غفرانا أو عقابا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) *..
يعني بذلك جل ثناؤه: وذلوا لله بالطاعة، واخضعوا له بها، وأفردوه بالربوبية، وأخلصوا له الخضوع والذلة، بالانتهاء إلى أمره، والانزجار عن نهيه، ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكا تعظمونه تعظيمكم إياه. * (وبالوالدين إحسانا) * يقول: وأمركم بالوالدين إحسانا، يعني برا بهما، ولذلك نصب الاحسان، لأنه أمر منه جل ثناؤه بلزوم الاحسان إلى الوالدين على وجه الاغراء. وقد قال بعضهم: معناه: واستوصوا بالوالدين إحسانا، وهو قريب المعنى مما قلناه.
وأما قوله: * (وبذي القربى) * فإنه يعني: وأمر أيضا بذي القربى، وهم ذوو قرابة أحدنا من قبل أبيه أو أمه ممن قربت منه قرابته برحمه من أحد الطرفين إحسانا بصلة رحمه.