الله: * (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل) *، وكما قال للمشركين ببدر، وقد زين لهم أعمالهم: * (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان) * وحصحص الحق، وعاين حد الامر، ونزول عذاب الله بحزبه * (نكس على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) *، فصارت عداته عدو الله إياهم عند حاجتهم إليه غرورا * (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه) *. القول في تأويل قوله تعالى: * (أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا) *..
يعني جل ثناؤه بقوله: * (أولئك) *: هؤلاء الذين اتخذوا الشيطان وليا من دون الله، * (مأواهم جهنم) * يعني: مصيرهم الذي يصيرون إليه جهنم، * (ولا يجدون عنها محيصا) * يقول: لا يجدون عن جهنم إذا صيرهم الله إليها يوم القيامة، معدلا يعدلون إليه، يقال منه:
حاص فلان عن هذا الامر يحيص حيصا وحيوصا: إذا عدل عنه، ومنه خبر ابن عمر أنه قال: بعثنا رسول الله (ص) سرية كنت فيهم، فلقينا المشركين فحصنا حيصة، وقال بعضهم:
فجاضوا جيضة، والحيص والجيض متقاربا المعنى. القول في تأويل قوله تعالى: * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا) *..
يعني جل ثناؤه بقوله: * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) *: والذين صدقوا الله ورسوله، وأقروا له بالوحدانية ولرسوله (ص) بالنبوة وعملوا الصالحات، يقول: وأدوا فرائض الله التي فرضها عليهم. * (سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار) * يقوله: سوف