(إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) *..
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: تأويله: * (إن الذين آمنوا) * بموسى * (ثم كفروا) * به * (ثم آمنوا) * يعني النصارى بعيسى، * (ثم كفروا) * به * (ثم ازدادوا كفرا) * بمحمد، * (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) *. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: * (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) * وهم اليهود والنصارى، آمنت اليهود بالتوراة، ثم كفرت، وآمنت النصارى بالإنجيل، ثم كفرت، وكفرهم به: تركهم إياه، ثم ازدادوا كفرا بالفرقان وبمحمد (ص)، فقال الله: * (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) * يقول: لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريق هدى، وقد كفروا بكتاب الله وبرسوله محمد (ص).
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: إن الذين آمنوا ثم كفروا) * قال: هؤلاء اليهود آمنوا بالتوراة، ثم كفروا.
ثم ذكر النصاري، ثم قال: * (ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) * يقول: آمنوا بالإنجيل ثم كفروا به، ثم ازدادوا كفرا بمحمد (ص).
وقال آخرون: بل عني بذلك: أهل النفاق أنهم آمنوا ثم ارتدوا، ثم آمنوا ثم ارتدوا، ثم ازدادوا كفرا بموتهم على كفرهم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: * (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) * قال: كنا نحسبهم المنافقين، ويدخل في ذلك من كان مثلهم. * (ثم ازدادوا كفرا) * قال: تموا على كفرهم حتى ماتوا.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (ثم ازدادوا كفرا) * قال: ماتوا.