حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: * (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) * يعني: أن تسوى الأرض بالجبال عليهم.
فتأويل الآية على هذا القول الذي حكيناه عن ابن عباس: يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولم يكتموا الله حديثا. كأنهم تمنوا أنهم سووا مع الأرض، وأنهم لم يكونوا كتموا الله حديثا.
وقال آخرون: معنى ذلك يومئذ لا يكتمون الله حديثا، ويودون لو تسوى بهم الأرض. وليس بمنكتم عن الله من شئ حديثهم، لعلمه جل ذكره بجميع حديثهم وأمرهم، فإنهم إن كتموه بألسنتهم فجحدوه، لا يخفى عليه شئ منه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا) *..
يعني بقوله جل ثناؤه: * (يا أيها الذين آمنوا) * صدقوا الله ورسوله * (لا تقربوا الصلاة) *: لا تصلوا * (وأنتم سكارى) * وهو جمع سكران، * (حتى تعلموا ما تقولون) * في صلاتكم، وتقرأون فيها مما أمركم الله به، أو ندبكم إلى قيله فيها مما نهاكم عنه وزجركم.
ثم اختلف أهل التأويل في السكر الذي عناه الله بقوله: * (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * فقال بعضهم: عنى بذلك: السكر من الشراب. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن علي: أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن، فقرأ: قل يا أيها الكافرون فخلط فيها، فنزلت:
* (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) *.