عيينة، عن عمرو، عن عكرمة في قوله: * (لا يستطيعون حيلة) * قال: نهوضا إلى المدينة، * (ولا يهتدون سبيلا) *: طريقا إلى المدينة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (ولا يهتدون سبيلا) *: طريقا إلى المدينة.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا محمد بن الحسن، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: الحيلة: المال، والسبيل: الطريق إلى المدينة.
وأما قوله: * (إن الذين توفاهم الملائكة) * ففيه وجهان: أحدهما أن يكون توفاهم في موضع نصب بمعنى المضي، لان فعل منصوبة في كل حال. والآخر أن يكون في موضع رفع بمعنى الاستقبال، يراد به: إن الذين تتوفاهم الملائكة. فتكون إحدى التاءين من توفاهم محذوفة، وهي مرادة في الكلمة، لان العرب تفعل ذلك إذا اجتمعت تاءان في أول الكلمة ربما حذفت إحداهما وأثبتت الأخرى، وربما أثبتتهما جميعا. القول في تأويل قوله تعالى: * (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما) *.
يعني جل ثناؤه بقوله: * (ومن يهاجر في سبيل الله) *: ومن يفارق أرض الشرك وأهلها هربا بدينه منها ومنهم إلى أرض الاسلام وأهلها المؤمنين، * (في سبيل الله) * يعني في منهاج دين الله وطريقه الذي شرعه لخلقه، وذلك الدين القيم. * (يجد في الأرض مراغما كثيرا) * يقول: يجد هذا المهاجر في سبيل الله مراغما كثيرا، وهو المضطرب في البلاد والمذهب، يقال منه: راغم فلان قومه مراغما ومراغمة مصدران، ومنه قول نابغة بني جعدة:
كطود يلاذ بأركانه * عزيز المراغم والمهرب