فاصرهن إلى فصرهن أن يقرأه فصرهن بضم الصاد، وهم مع اختلاف قراءتهم ذلك قد تأولوه تأويلا واحدا على أحد الوجهين اللذين ذكرنا. ففي ذلك أوضح الدليل على خطأ قول من قال: إن ذلك إذا قرئ بكسر الصاد بتأويل التقطيع مقلوب من صري يصري إلى صار يصير، وجهل من زعم أن قول القائل صار يصور وصار يصير غير معروف في كلام العرب بمعنى قطع.
ذكر من حضرنا قوله في تأويل قول الله تعالى ذكره: * (فصرهن) * أنه بمعنى فقطعهن.
حدثنا سليمان بن عبد الجبار، قال: ثنا محمد بن الصلت، قال: ثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: * (فصرهن) * قال: هي نبطية فشققهن.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي حمزة، عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: * (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) * قال:
إنما هو مثل. قال: قطعهن ثم اجعلهن في أرباع الدنيا، ربعا ههنا، وربعا ههنا، ثم ادعهن يأتينك سعيا.
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: * (فصرهن) * قال: قطعهن.
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن أبي مالك في قوله: * (فصرهن إليك) * يقول: قطعهن.
حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك، مثله.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد: * (فصرهن) * قال: قال جناح ذه عند رأس ذه، ورأس ذه عند جناح ذه.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: زعم أبو عمرو، عن عكرمة في قوله: * (فصرهن إليك) * قال: قال عكرمة بالنبطية:
قطعهن.
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن يحيى، عن مجاهد: * (فصرهن إليك) * قال: قطعهن.