وقوله: * (لفريقا) * يعني: جماعة * (يلوون) * يعني: يحرفون، * (ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب) * يعني: لتظنوا أن الذي يحرفونه لكلامهم من كتاب الله وتنزيله، يقول الله عز وجل: * (وما ذلك الذي لووا به ألسنتهم، فحرفوه وأحدثوه من كتاب الله، ويزعمون أن ما لووا به ألسنتهم من التحريف والكذب والباطل فألحقوه في كتاب الله من عند الله) *، يقول:
* (مما أنزله الله على أنبيائه، وما هو من عند الله) *، يقول: * (وما ذلك الذي لووا به ألسنتهم، فأحدثوه مما أنزله الله إلى أحد من أنبيائه، ولكنه مما أحدثوه من قبل أنفسهم، افتراء على الله) *. يقول عز وجل: * (ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) * يعني بذلك: أنهم يتعمدون قيل الكذب على الله، والشهادة عليه بالباطل، والالحاق بكتاب الله ما ليس منه طلبا للرياسة والخسيس من حطام الدنيا.
وبنحو ما قلنا في معنى: * (يلوون ألسنتهم بالكتاب) * قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) * قال: يحرفونه.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) * حتى بلغ: * (وهم يعلمون) * هم أعداء الله اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا فيه، وزعموا أنه من عند الله.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: * (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب) * وهم اليهود كانوا يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج: * (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) * قال: فريق من أهل الكتاب يلوون ألسنتهم، وذلك تحريفهم إياه عن موضعه.