طريق الله، حيث تقول الآية: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا كما عاقبهم الله بالحرمان من تلك الطيبات لتعاملهم بالربا على الرغم من منعهم من ممارسة المعاملات الربوية ولاستيلائهم على أموال الآخرين بطرق غير مشروعة، فتقول الآية في هذا المجال: وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل....
وتؤكد الآية أن عذاب اليهود لمعاصيهم تلك لا يقتصر على العقاب الدنيوي، بل سيذيقهم الله - أيضا - عقاب وعذاب الآخرة الأليم الذي يشمل الكافرين من اليهود، تقول الآية الكريمة: واعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما.
وتجدر الإشارة - هنا إلى عدة أمور، وهي:
1 - إن المقصود بالطيبات المحرمة على اليهود هي تلك التي ذكرتها الآية (146) من سورة الأنعام، والتي شملت بعض الحيوانات وشحوم حيوانات أخرى كالبقر والأغنام التي أحبها اليهود، ولم يكن هذا التحريم تحريما تكوينيا، بل كان تحريما تشريعيا قانونيا، أي أن اليهود منعوا من استعمال هذه النعم مع أنها كانت متيسرة في أيديهم.
وقد جاء ذكر بعض هذا التحريم في التوراة المتداولة بيد اليهود حاليا، في " سفر الآويين " في الفصل الحادي عشر، ولكن لم تشر التوراة الحالية إلى الطابع العقابي لهذا التحريم (1).
2 - أما هل أن هذا التحريم يتميز بطابع شمولي، أي هل يشمل غير الظالمين من اليهود، أم يخص الظالمين وحدهم؟ فإن ظاهر الآية المذكورة أعلاه والآية (146) من سورة الأنعام، يدلان على أن التحريم له طابع عام بدلالة عبارة " لهم " على عكس العقاب الأخروي الذي تخصصه الآية للكافرين منهم وعلى هذا الأساس فإن هذا التحريم له طابع عقابي بالنسبة للظالمين من اليهود، كما