لأجل هذه المتكررات من الثواب الأبدي الذي يناله المجاهد في سبيل الله؟!
وهنا أمر ثان يجب الانتباه له في الآية الأولى من هاتين الآيتين، وهو عبارة بروج مشيدة (1) التي تؤكد أن الموت لا تحول دونه القلاع والحصون المنيعة العالية، والسر في هذا الأمر هو أن الموت الطبيعي لا يداهم الإنسان من خارج وجوده - خلافا لما يتصورون - ولا يحتاج إلى اجتياز القلاع والحصون، بل يأتي من داخل وجود الإنسان حيث تقف أجهزة الإنسان عن العمل بعد نفاذ قدرتها المحدودة على البقاء.
نعم، الموت غير الطبيعي يأتي الإنسان طبعا من خارج وجوده، وبذلك قد تنفع القلاع والحصون في تأخير هذا النوع من الموت عنه.
ولكن ماذا ستكون النهاية والنتيجة؟ هل بمقدور القلاع والحصون أن تحول دون وصول الموت الطبيعي الذي سيدرك الإنسان - دون شك - في يوم من الإيام؟!
3 من أين تأتي الانتصارات والهزائم؟
يشير القرآن في هاتين الآيتين إلى وهم آخر من أوهام المنافقين، حين يوضح أن هؤلاء إذا أحرزوا نصرا أو غنموا خيرا قالوا: إن الله هو الذي أنعم عليهم بذلك، وزعموا أنهم أهل لهذه النعمة: وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله.
أما إذا مني هؤلاء بهزيمة أو لحقهم أذى في ميدان القتال، ألقوا اللوم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وافتروا عليه بقولهم إن ما نالهم من سوء هو من عنده، متهمين خططه