بالمعروف وينهون عن المنكر " فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " ولم يقل على أمة موسى ولا على كل قومه و هم يومئذ أمم مختلفة والأمة واحدة فصاعدا، كما قال الله سبحانه وتعالى: " ان إبراهيم كان أمة قانتا لله " يقول: مطيعا لله تعالى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
309 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " باسناده إلى الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس انا الصراط المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم علي (عليه السلام) من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون.
310 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه، ومتعلم على سبيل نجاة، أولئك هم الأقلون عددا، و قد بين الله ذلك من أمم الأنبياء، وجعلهم مثلا لمن تأخر، مثل قوله فيمن آمن من قوم موسى عليه السلام " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ".
311 - في مجمع البيان " ومن قوم موسى " الآية اختلف في هذه الأمة من هم؟
على أقوال، أحدها: انهم قوم من وراء الصين وبينهم وبين صين واد جار من الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا عن ابن عباس والسدي والربيع والضحاك وهو المروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قالوا وليس لاحد منهم مال دون صاحبه، يمطرون بالليل ويضحون بالنهار ويزرعون، لا يصل إليهم منا أحد ولا منهم إلينا، وقيل: إن جبرئيل عليه السلام انطلق بالنبي صلى الله عليه وآله ليلة المعراج إليهم، فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة، فآمنوا به وصدقوه وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويترك السبت، وأمرهم بالصلاة والزكاة و لم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا وروى أصحابنا انهم يخرجون مع قائم آل محمد عليهم السلام وروى أن ذا القرنين رآهم وقال: لم أمرت بالمقام لسرني ان أقيم بين أظهركم.
312 - وفيه عند قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " وروى ابن جريح عن النبي صلى الله عليه وآله قال: هي أمتي بالحق يأخذون، وبالحق يعطون، وقد اعطى القوم بين أيديكم مثلها " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ".