سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا إذ اقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء من الناس الا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال:
فغضب الأعرابيان، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو شئنا لجعلنا منكم " يعني من بني هاشم " ملائكة في الأرض يخلسون " قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال:
" اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا " ان بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل (1) " فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " ثم قال له: يا عمرو اما تبت واما رحلت؟ فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله ليس ذلك إلي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة اتته جندلة فرضت هامته (2) ثم اتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج " قال: قلت: جعلت فداك انا لا نقرأها هكذا، فقال، هكذا انزل الله بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين : انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به قال الله عز وجل: واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد.