عز وجل: " اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها " يقول: مجريها اي مسيرها و مرساها اي موقفها، فدارت السفينة ونظر نوح إلى ابنه يقع ويقوم: فقال له: " يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين " فقال ابنه: كما حكى الله عز وجل: " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " فقال نوح عليه السلام " لا عاصم اليوم من الله الا من رحم " ثم قال نوح عليه السلام: " رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين " فقال الله عز وجل " يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم اني أعظك أن تكون من الجاهلين " فقال نوح عليه السلام كما حكى الله عز وجل رب اني أعوذ بك ان أسئلك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين فكان كما حكى الله عز وجل وحال بينهما الموج فكان من المغرقين فقال أبو عبد الله عليه السلام: " فدارت السفينة وضربتها الأمواج حتى وافت مكة، وطافت ثم بالبيت وغرق جميع الدنيا الا موضع البيت، وانما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق، فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا، ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء، قال: فرفع نوح عليه السلام يده فقال: " يا رهمان انفر " وتفسيرها يا رب احبس، فأمر الله عز وجل الأرض ان تبلع ماءها وهو قوله عز وجل: يا ارض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي اي امسكي وغيض الماء وقضى الامر واستوت على الجودى فبلعت الأرض ماؤها فأراد ماء السماء ان يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبولها: وقالت: انما امرني الله عز وجل ان ابلع مائي فبقي ماء السماء على وجه الأرض واستوت السفينة على جبل الجودى وهو بالموصل جبل عظيم، فبعث الله عز وجل جبرئيل فساق الماء إلى بحار حول الدنيا.
119 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ان الله عز وجل أوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السفينة ان يطوف بالبيت أسبوعا، فطاف بالبيت كما أوحى إليه، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام، فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله ان يطوف، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسد مسجدها، ففيها قال الله تعالى للأرض: " ابلعي ماءك " فبلعت ماءها