تعالى لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم اخذه الله نكال الآخرة والأولى، وكان بين ان قال الله عز وجل لموسى وهارون: " قد أجيبت دعوتكما " وبين ان عرفه الإجابة أربعون ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة، فقلت:
يا رب تدعه وقد قال: انا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول مثل هذا عبد مثلك.
117 - في أصول الكافي ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
بين قول الله عز وجل: " قد أجيبت دعوتكما " وبين اخذ فرعون، أربعين عاما.
118 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: دعى موسى وأمن هارون عليهما السلام وأمنت الملائكة فقال الله تعالى: " قد أجيبت دعوتكما فاستقيما " ومن غزا في سبيل الله استجبت له كما استجبت لكما يوم القيمة.
119 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن محمد الهمداني قال:
قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لأي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده قال: لأنه آمن عند رؤية البأس، والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله تعالى: " فلما رأوا باسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا باسنا " وقال عز وجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " وهكذا فرعون لما أدركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين فقيل له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية. وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه فلما غرق ألقاه الله تعالى على نجوة (1) من الأرض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض، وسبيل الثقل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة، ولعلة أخرى أغرقه الله تعالى وهي انه استغاث بموسى لما أدركه الغرق و