عن محمد بن أحمد السياري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي قال:
حدثني حنان بن سدير عن أبيه عن أبي إسحاق الليثي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا بن رسول الله اني لأجد من شيعتكم من يشرب الخمر، ويقطع الطريق، ويخيف السبيل، ويزني ويلوط ويأكل الربا، ويرتكب الفواحش، ويتهاون بالصلاة والصيام والزكاة، ويقطع الرحم ويأتي بالكبائر، فكيف هذا ولم ذلك؟ فقال يا إبراهيم:
هل يختلج في صدرك شئ غير هذا؟ قلت: نعم يا بن رسول الله أخرى أعظم من ذلك فقال: وما هو يا أبا إسحاق؟ قال: فقلت: يا بن رسول الله وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلاة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة، ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام، ويقضي حقوق اخوانه، ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش مم ذلك ولم ذاك؟ وفسره لي يا بن رسول الله وبرهنه وبيننه فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي وضاق ذرعي.
قال: فتبسم صلوات الله عليه ثم قال: يا إبراهيم خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت، وعلما مكنونا من خزائن علم الله وسره، اخبرني يا إبراهيم كيف تجد اعتقادهما؟
قلت: يا بن رسول الله أجد محبيكم وشيعتكم على ما هم فيه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن ولايتكم لما فعل ولا عن محبتكم إلى موالاة غيركم والى محبتهم ما زال ولو ضربت خياشيمه (1) بالسيوف فيكم ولو قتل فيكم ما ارتدع ولا رجع عن محبتكم وولايتكم، وارى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا وفضة أن يزول عن محبته للطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم، ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه، ورأى كراهية ذلك في وجهه و بغضا لكم ومحبة لهم، قال فتبسم الباقر عليه السلام ثم قال: يا إبراهيم هيهنا هلكت العاملة