ابن الحجاج بمجامع ثوبه ثم قال: ويلك يا سراقة تفت في أعضاد الناس؟ فركله إبليس ركلة في صدره (1) وقال: اني برئ منكم اني أرى ما لا ترون اني أخاف الله وهو قول الله عز وجل: " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما ترائت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم اني أرى ما لا ترون اني أخاف الله والله شديد العقاب " ثم قال عز وجل: " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق " وحمل جبرئيل عليه السلام على إبليس لعنه الله فطلبه حتى غاص في البحر وقال: رب أنجز لي ما وعدتني من البقاء إلى يوم الدين.
وروى في الخبر ان إبليس التفت إلى جبرئيل عليه السلام وهو في الهزيمة فقال: يا هذا بدالكم فيما أعطيتمونا؟ فقيل لأبي عبد الله عليه السلام أترى كان يخاف ان يقتله؟ فقال: لا ولكنه كان يضربه ضربة يشينه منها إلى يوم القيمة، وانزل الله على رسوله: إذ يوحى ربك إلى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان قال: أطراف الأصابع، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد ان تطفئ نور الله ويأبى الله الا ان يتم نوره.
وخرج أبو جهل من بين الصفين فقال: اللهم ان محمدا قطعنا الرحم واتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة (2) فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وآله: ان تستفتحوا فقد جائكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المؤمنين ثم اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله كفا من حصاة فرمى به في وجوه قريش وقال: شاهت الوجوه شاهت الوجوه، فبعث الله عز وجل رياحا تضرب في وجوه قريش فكانت الهزيمة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم لا يغلبك فرعون هذه الأمة: أبو جهل بن هشام فقتل منهم سبعون وأسر سبعون والتقى عمرو بن الجموح مع أبي جهل فضرب عمرو أبا جهل على فخذه وضرب أبو جهل عمرو على يده فأبانها من