وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، والشعبي، والحسن بخلاف. وقتادة، وعمرو بن فائد: * (فرقناه) * بالتشديد.
الحجة: معنى فرقناه: فصلناه ونزلناه آية آية، وسورة سورة. ويدل عليه قوله * (على مكث) * والمكث، والمكث، لغتان.
الاعراب: * (قرآنا) *: منصوب بفعل مضمر يفسره هذا الظاهر أي: وفرقنا قرآنا فرقناه. وجاء بالنصب ولم يأت فيه الرفع، لأن صدره فعل وفاعل، وهو قوله:
* (وبالحق أنزلناه) *. * (على مكث) * في موضع نصب على الحال أي: متمهلا متوقفا غير مستعجل. * (يخرون للأذقان) *: في موضع رفع بكونه خبر إن. و * (سجدا) *:
نصب على الحال. * (إن كان وعد ربنا) * إن هذه مخففة من الثقيلة، وهي واللام دخلتا للتأكيد. * (أيا ما تدعوا) *: تدعوا مجزوم بالشرط الذي يتضمنه أي، وعلامة الجزم فيه سقوط النون. و * (ما) *: مزيدة مؤكدة للشرط. و * (أيا) *: منصوب بتدعوا.
المعنى: ثم عطف سبحانه على ما تقدم، فقال * (وقرآنا فرقناه) * أي: وأنزلنا عليك يا محمد قرآنا فصلناه سورا وآيات، عن أبي مسلم. وقيل: معناه فرقنا به الحق عن الباطل، عن الحسن. وقيل: معناه جعلنا بعضه خبرا، وبعضه أمرا، وبعضه نهيا، وبعضه وعدا، وبعضه وعيدا، وأنزلناه متفرقا لم ننزله جميعا إذ كان بين أوله وآخره نيف وعشرون سنة * (لتقرأه على الناس على مكث) * أي: على تثبت وتؤدة، فترتله ليكون أمكن في قلوبهم، ويكونوا أقدر على التأمل والتفكر فيه، ولا تعجل في تلاوته، فلا يفهم عنك، عن ابن عباس، ومجاهد. وقيل: معناه لتقرأه عليهم مفرقا شيئا بعد شئ * (ونزلناه تنزيلا) * على حسب الحاجة، ووقوع الحوادث.
وروي عن ابن عباس أنه قال: لئن أقرأ سورة البقرة وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذا (1). وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: لا تقرأوا القرآن في أقل من ثلاث، واقرأوا في سبع * (قل) * يا محمد لهؤلاء المشركين: * (آمنوا به) * أي: بالقرآن * (أولا تؤمنوا) فإن إيمانكم ينفعكم، ولا ينفع غيركم، وترككم الإيمان يضركم ولا يضر غيركم، وهذا تهديد لهم، وهو جواب لقولهم: * (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا) *