الجيم. والباقون: * (تفجر) * بضم التاء، وتشديد الجيم. وقرأ أبو جعفر، وابن عامر: * (كسفا) * بفتح السين هاهنا، وفي سائر القرآن * (كسفا) * ساكنة السين. وقرأ حفص بالفتح في جميع القرآن، إلا في الطور. وقرأ أهل العراق، وابن كثير بالسكون في جميع القرآن، إلا في الروم. ولم يقرأ في الروم بسكون السين إلا أبو جعفر، وابن عامر، وابن كثير، وابن عامر: * (قال سبحان ربي) *.
والباقون: * (قل) * على الأمر.
الحجة: من قرأ * (تفجر) * بالتشديد فلأنهم أرادوا كثرة الانفجار من الينبوع، وهو وإن كان واحدا، فلتكثير الانفجار منه حسن أن يقال بتكرير العين، كما يقال ضرب زيد إذ كثر منه فعل الضرب. ومن قرأ (تفجر) فلأن الينبوع واحد. فلا يكون كقوله * (فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا) *، لأن فجرت الأنهار مثل غلقت الأبواب، فلذلك اتفق الجميع على التثقيل فيه. و (الكسف): القطع، واحدتها كسفة. ومن سكنه جاز أن يريد الجمع، مثل سدرة وسدر. قال أبو زيد: كسفت الثوب أكسفه كسفا: إذا قطعته. قال أبو علي: إذا كان المصدر الكسف، فالكسف الشئ المقطوع، كالطحن والطحن، والسقي والسقي، ونحو ذلك. فجاز أن يكون قوله.
* (أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا) * بمعنى: ذات كسف، وذلك أن أسقط لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد، فوجب أن ينتصب * (كسفا) * على الحال. والحال ذو الحال في المعنى. وإذا كان كذلك وجب أن يكون الكسف، هو السماء، فيصير المعنى: أو تسقط السماء علينا مقطعة، أو قطعا، ومن قرأ * (قال سبحان ربي) *:
فالوجه فيه أن الرسول قال عند اقتراحهم هذه الأشياء: سبحان ربي. ومن قرأ * (قل) * فهو على الأمر له، بأن يقول ذلك.
اللغة: التفجير: التشقيق عما يجري من ماء، أو ضياء، ومنه سمي الفجر، لأنه ينشق عن عمود، ومنه الفجور لأنه خروج إلى الفساد، يشقق به عمود الحق.
والينبوع: يفعول من نبع الماء ينبع فهو نابع: إذا فار. والقبيل: الكفيل، من قبلت به أقبل قبالة أي: كفلت. وتقبل فلان بالشئ: إذا تكفل به، قال الزجاج: وجائز أن يكون المعنى: تأتي بهم حتى نراهم مقابلة أي: معاينة، وأنشد غيره:
نصالحكم حتى تبوؤا بمثلها كصرخة حبلى أسلمتها قبيلها (1)