المكان على مرور الزمان. يقال: مكث ومكث وتمكث أي: تلبث.
الاعراب: قال جامع العلوم البصير: قوله * (في النار) * متعلق بمحذوف في موضع الحال من الضمير المجرور بقوله * (عليه) * أي: ومما توقدون عليه ثابتا في النار. * (ابتغاء حلية) * أي: مبتغين حلية، فهو مصدر في موضع الحال من الضمير في * (يوقدون) * ولا يجوز أن يكون قوله * (في النار) * من صلة * (يوقدون) *، لأن المعنى ليس على ذلك، فالمعنى أنهم يوقدون على الذهب في حال كونه في النار فافهمه من كلام أبي علي، ولم يهتد إليه غيره. قوله * (زبد) * مبتدأ و * (مثله) * نعت له، والظرف الذي هو قوله * (مما توقدون) * خبره على قول سيبويه، وهو مرتفع بالظرف على قول الأخفش. وموضع * (جفاء) * نصب على الحال، أي: يذهب على هذه الحالة، قال الشاعر:
إذا أكلت سمكا وفرضا * ذهبت طولا، وذهبت عرضا أي: ذهبت على هذه الحالة. والفرض: نوع من التمر.
المعنى: ثم ضرب سبحانه مثلين للحق والباطل أحدهما: الماء، وما يعلوه من الزبد والآخر: ما توقد عليه النار من الذهب والفضة وغيرهما، وما يعلوه من الزبد على ما رتبه فقال: * (أنزل من السماء ماء) * أي: مطرا * (فسالت أودية بقدرها) * يعني فاحتمل الأنهار الماء كل نهر بقدره الصغير على قدر صغره، والكبير على قدر كبره، فسالت كل نهر بقدره، عن الحسن، وقتادة، والجبائي. وقيل بقدرها: بما قدر لها من مائها، عن الزجاج * (فاحتمل السيل زبدا رابيا) * أي: طافيا عاليا فوق الماء، شبه سبحانه الحق والإسلام، بالماء الصافي النافع للخلق، والباطل بالزبد الذاهب باطلا. وقيل: انه مثل القرآن النازل من السماء، ثم تحتمل القلوب حظها من اليقين والشك على صدرها. فالماء مثل اليقين، والزبد مثل الشك، عن ابن عباس. ثم ذكر المثل الآخر فقال * (ومما يوقدون عليه في النار) * وهو الذهب، والفضة، والرصاص، وغيره مما يذاب * (ابتغاء حلية) * أي: طلب زينة يتخذ منه كالذهب والفضة * (أو متاع) * معناه: أو ابتغاء متاع ينتفع به، وهو مثل جواهر الأرض، يتخذ منها الأواني وغيرها * (زبد مثله) * أي: مثل زبد الماء، فإن هذه الأشياء التي تستخرج من المعادن، وتوقد عليها النار ليتميز الخالص من الخبيث، لها أيضا زبد، وهو خبثها.