أي يرمى ببصره ويحد نظره.
ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم.
أي ما داموا نشيطين لسماع حديثك مقبلين عليك.
حدد في قصة حنين: إن مالك بن عوف النصري قال لغلام له حاد البصر: ما ترى؟ فقال: أرى كتيبة حرشف، كأنهم قد تشذروا للحملة، ثم قال له: وتلك! صف لي، قال: قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف.
يقال: رجل حديد البصر وحاده، كقولهم: كاليل البصر وكاله . الحرشف: الرجالة.
تشذروا: تهيئوا.
لا يكت: لا يحصى.
لا ينكف: لا يقطع، ولا يبلغ آخره، يقولون: رأينا غيثا ما نكفه أحد سار يوما ولا يومين.
حدد قال في السنة: في الرأس والجسد قص الشارب والسواك والاستنشاق والمضمضة وتقليم الأظفار ونتف الإبط والختان والاستنجاء بالأحجار والاستحداد وانتقاص الماء.
استحد الرجل: إذا استعان، وهو استفعل من الحديد، كأنه استعمل الحديد على طريق الكناية والتورية.
ومنه حديثه: إنه حين قدم من سفر أراد الناس أن يطرقوا النساء ليلا، فقال: أمهلوا حتى تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة.
قيل في انتقاص الماء: هو أن يغسل مذاكيره ليرتد البول لأنه إذا لم يفعل نزل منه الشئ بعد الشئ فيعسر استبراؤه، فلا يخلو الماء من أن يراد به البول، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول، وان يراد به الماء الذي يغسل به، فيكون مضافا إلى الفاعل، على معنى وانتقاص الماء البول، وانتقص يكون متعديا وغير متعد. قال عدى بن الرعلاء:
لم ينتقص منى المشيب قلامة * الآن حين بدا ألب وأكيس