واحتج لهم محمد بن الحسن في ذلك بما حدثنا محمد بن بحر بن مطر قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة ح وحدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا عفان ح وحدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا مسلم بن إبراهيم قالوا ثنا حماد بن سلمة قال ثنا حماد وهو بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى له ضب فلم يأكله فقام عليهم سائل فأرادت عائشة رضي الله عنها أن تعطيه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتعطينه ما لا تأكلين قال محمد رحمه الله فقد دل ذلك على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره لنفسه لغيره أكل الضب قال فبذلك نأخذ قيل له ما في هذا دليل على ما ذكرت قد يجوز أن يكون كره لها أن تطعمه السائل لأنها إنما فعلت ذلك من أجل أنها عافته ولولا أنها عافته لما أطعمته إياه وكان ما تطعمه السائل فإنما هو لله تعالى فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يكون ما يتقرب به إلى الله عز وجل إلا من خير الطعام كما قد نهى أن يتصدق بالبسر الردي والتمر الردي فمما روى عنه في ذلك ما حدثنا ابن أبي داود قال ثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن عنيف عن أبيه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فجاء رجل بكباس من هذه النخل قال سفيان يعني الشيص وكان لا يجئ أحد بشئ إلا نسب إلى الذي جاء به فنزلت ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجعرور ولون الحبيق أو يؤخذا في الصدقة قال الزهري لونان من تمر المدينة حدثنا ابن أبي داود قال ثنا سليمان بن كثير قال ثنا الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجعرور ولون الحبيق حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن السدي عن أبي مالك عن البراء رضي الله عنه قال كانوا يجيئون في الصدقة بأردأ تمرهم وأردأ طعامهم فنزلت يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه قال لو كان لكم فأعطاكم لم تأخذوه إلا وأنتم ترون أنه قد نقصكم من حقكم حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا عبد الله بن عمران قال ثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح عن أبي مرة عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عصا وإقنا معلقة في المسجد فيها قنو حشف فقال لو شاء رب هذا القنو لتصدق بأطيب منه إن رب هذه
(٢٠١)