فكفنه في نمرة إذا خمر رأسه بدت رجلاه وإذا خمر رجليه بدا رأسه فخمر رأسه ولم يصل على أحد من الشهداء غيره وقال أنا شهيد عليكم يوم القيامة ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل يومئذ على أحد من الشهداء غير حمزة فإنه صلى عليه وهو أفضل شهداء (أحد) فلو كان من سنة الشهداء أن لا يصلى عليهم لما صلى على حمزة كما لم يغسله إذ كان من سنة الشهداء أن لا يغسلوا وصار ما في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة ولم يصل على غيره فهذا يحتمل أن يكون لم يصل على غيره لشدة ما به مما ذكرنا وصلى عليهم غيره من الناس وقد جاء في غير هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يومئذ على حمزة وعلى سائر الشهداء حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال ثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوضع بين يديه يوم أحد عشرة فيصلى عليهم وعلى حمزة ثم يرفع العشرة وحمزة موضوع ثم يوضع عشرة فيصلى عليهم وعلى حمزة معهم حدثنا فهد قال ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال ثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بالقتلى فجعل يصلى عليهم فيوضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ عنهم حدثنا فهد قال ثنا يوسف بن بهلول قال ثنا عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه يعنى عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم أحد بحمزة فسجى ببرده ثم صلى عليه فكبر تسع تكبيرات ثم أتى بالقتلى يصفون ويصلى عليهم وعليه معهم فهذا بن عباس وابن الزبير قد خالفا أنس بن مالك فيما رويناه عنه قبل هذا وقد روى مثل هذا أيضا عن أبي مالك الغفاري حدثنا بكر بن إدريس قال ثنا آدم بن إياس قال ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال سمعت أبا مالك الغفاري قال كان قتلى أحد يؤتى بتسعة وعاشرهم حمزة فيصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يحملون ثم يؤتى بتسعة فيصلى عليهم وحمزة مكانه حتى صلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى أيضا عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد بعد مقتلهم بثمان سنين
(٥٠٣)