فهذا النزال يقول قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بذلك قال لقومنا وقد روى عن طاوس رضي الله عنه أنه قال قدم علينا معاذ بن جبل فلم يأخذ من الخضراوات شيئا وطاوس لم يدرك ذلك لان معاذا إنما كان قد قدم اليمن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يولد طاوس حينئذ فكان معنى قوله قدم علينا أي قدم بلدنا وروى عن الحسن أنه قال خطبنا عتبة بن غزوان يريد خطبته بالبصرة فالحسن لم يكن بالبصرة حينئذ لان قدومه لها إنما كان قبل صفين بعام حدثنا ابن أبي داود قال ثنا يوسف بن عدي قال ثنا ابن إدريس عن شعبة عن أبي رجاء قال قلت للحسن متى قدمت البصرة فقال قبل صفين بعام فكان معنى قول النزال قال بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى قول طاوس قدم علينا معاذ ومعنى قول الحسن خطبنا عتبة إنما يريدون بذلك قومهم وبلدتهم لأنهم ما حضروا ذلك ولا شهدوه فكذلك قول أبي هريرة رضي الله عنه في حديث ذي اليدين صلى بنا رسول الله إنما يريد صلى بالمسلمين لا على أنه شهد ذلك ولا حضره فانتفى بما ذكرنا أن يكون في قوله صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ذي اليدين ما يدل على أن ما كان من ذلك بعد نسخ الكلام في الصلاة ومما يدل على ما ذكرنا أن نسخ الكلام في الصلاة كان بالمدينة أيضا ما حدثنا علي بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال كنا نرد السلام في الصلاة حتى نهينا عن ذلك وأبو سعيد فلعله في السن أيضا دون زيد بن أرقم بدهر طويل وهو كذلك فها هو ذا يخبر أنه قد كان أدرك إباحة الكلام في الصلاة وقد روى في ذلك أيضا عن ابن مسعود رضي الله عنه ما حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا عاصم عن أبي وائل قال قال عبد الله كنا نتكلم في الصلاة ونأمر بالحاجة فقدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم من الحبشة وهو يصلى فسلمت عليه فلم يرد على فأخذني ما قدم وما حدث فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قلت يا رسول الله نزل في شئ قال لا ولكن الله يحدث من أمره ما شاء
(٤٥١)