قال أبو جعفر فهذا خلاف ما روى عنه في الآثار الأول فاحتمل أن يكون قد كان فعل كل واحد من الامرين في وقت فنظرنا في ذلك فإذا يزيد بن سنان قد حدثنا قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا مسعر بن كدام قال حدثني عبد الملك بن ميسرة عن زيد بن وهب قال ربما قنت عمر رضي الله عنه فأخبر زيد بما ذكرنا أنه كان ربما قنت وربما لم يقنت فأردنا أن ننظر في المعني الذي له كان يقنت ما هو فإذا بن أبي عمران قد حدثنا قال ثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن أبي شهاب الخياط عن أبي حنيفة عن حماد رحمهما الله عن إبراهيم عن الأسود قال كان عمر رضي الله عنه إذا حارب قنت وإذا لم يحارب لم يقنت فأخبر الأسود بالمعنى الذي له كان يقنت عمر رضي الله عنه أنه إذا حارب ليدعو على أعدائه ويستعين الله عليهم ويستنصره كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل لما قتل من قتل من أصحابه حتى أنزل الله عز وجل ليس من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون قال عبد الرحمن بن أبي بكر فما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد بعد فكانت هذه الآية عند عبد الرحمن وعند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ومن وافقهما تنسخ الدعاء بعد ذلك في الصلاة على أحد ولم يكن عند عمر رضي الله عنه بناسخة ما كان قبل القتال وإنما نسخت عنده الدعاء في حال عدم القتال إلا أنه قد ثبت بذلك بطلان قول من يرى الدوام على القنوت في صلاة الفجر فهذا وجه ما روى عن عمر رضي الله عنه في هذا الباب وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فروى عنه في ذلك ما قد حدثنا صالح بن عبد الرحمن قال ثنا سعيد بن منصور قال ثنا هشيم عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه أنه كان يقنت في صلاة الصبح قبل الركوع وحدثنا ابن مرزوق قال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث وأبو داود قالا ثنا شعبة ح وحدثنا حسين بن نصر قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان كلاهما عن أبي حصين عن عبد الله بن معقل في حديث سفيان قال كان علي رضي الله عنه وأبو موسى يقنتان في صلاة الغداة وفي حديث شعبة قنت بنا علي رضي الله عنه وأبو موسى وحدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن عبيد بن حسين قال سمعت بن معقل يقول صليت خلف علي رضي الله عنه الصبح فقنت
(٢٥١)