قال أبو جعفر فقد يجوز أن يكون علي رضي الله عنه كان يرى القنوت في صلاة الفجر في سائر الدهر وقد يجوز أن يكون فعل ذلك في وقت خاص للمعنى الذي كان فعله عمر رضي الله عنه من أجله فنظرنا في ذلك فإذا روح بن الفرج قد حدثنا قال ثنا يوسف بن عدي قال ثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال كان عبد الله لا يقنت في الفجر وأول من قنت فيها علي رضي الله عنه وكانوا يرون أنه إنما فعل ذلك لأنه كان محاربا حدثنا فهد قال ثنا محرز بن هشام قال ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال إنما كان علي رضي الله عنه يقنت فيها ههنا لأنه كان محاربا فكان يدعو على أعدائه في القنوت في الفجر والمغرب فثبت بما ذكرنا ان مذهب علي رضي الله عنه في القنوت هو مذهب عمر رضي الله عنه الذي وصفنا ولم يكن علي يقصد بذلك إلى الفجر خاصة لأنه قد كان يفعل ذلك في المغرب فيما ذكر إبراهيم حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود عن شعبة قال أخبرني حسين بن عبد الرحمن قال سمعت عبد الرحمن بن معقل يقول صليت خلف علي رضي الله عنه المغرب فقنت ودعا فكل قد أجمع أن المغرب لا يقنت فيها إذا لم يكن حرب وأن عليا رضي الله عنه إنما كان قنت فيها من أجل الحرب فقنوته في الفجر أيضا عندنا كذلك وأما بن عباس فروى عنه في ذلك ما قد حدثنا علي بن شيبة قال ثنا قبيصة بن عقبة قال ثنا سفيان عن عوف عن أبي رجاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال صليت معه الفجر فقنت قبل الركعة حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عوف فذكر بإسناده مثله وزاد وقال هذه الصلاة الوسطى فقد يجوز أيضا في أمر بن عباس رضي الله عنه في ذلك ما حاز في أمر علي رضي الله عنه فنظرنا هل روى عنه خلاف لهذا فإذا أبو بكرة قد حدثنا قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا سفيان الثوري عن واقد عن سعيد بن جبير قال صليت خلف بن عمر وابن عباس فكانا لا يقنتان في صلاة الصبح حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا عبد الله بن رجاء قال أنا زائدة عن منصور قال ثنا مجاهد أو سعيد بن جبير أن بن عباس رضي الله عنهما كان لا يقنت في صلاة الفجر حدثنا صالح بن عبد الرحمن قال ثنا سعيد قال ثنا هشيم قال أنا حصين عن عمران بن الحارث السلمي قال صليت خلف بن عباس رضي الله عنهما في داره الصبح فلم يقنت قبل الركوع ولا بعده حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال أنا عمران بن الحارث السلمي قال صليت خلف بن عباس رضي الله عنهما الصبح فلم يقنت قال أبو جعفر فكان الذي يروي عنه القنوت هو أبو رجاء وإنما كان ذلك وهو بالبصرة واليا عليها لعلي رضي الله عنه
(٢٥٢)