فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ مرتين اقرأ سورة كذا اقرأ سورة كذا السور قصار من المفصل لا أحدها فقلنا لعمرو إن أبا الزبير ثنا عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له اقرأ بسورة والليل إذا يغشى والشمس وضحاها والسماء ذات البروج والسماء والطارق فقال عمرو بن دينار وهو نحو هذا فقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ تثقيل قراءته بهم سورة البقرة فقال له أفتان أنت يا معاذ وأمره بالسور التي ذكرنا من المفصل فإن كانت تلك الصلاة هي صلاة المغرب فقد ضاد هذا الحديث حديث زيد بن ثابت وما ذكرنا معه في أول هذا الباب وإن كانت هي صلاة العشاء الآخرة فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ فيها بما ذكرنا مع سعة وقتها فإن صلاة المغرب مع ضيق وقتها أحرى أن يكون تلك القراءة فيها مكروهة وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يقرأ به في صلاة العشاء الآخرة نحو من هذا حدثنا أحمد بن عبد المؤمن الخراساني قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ب الشمس وضحاها وأشباهها من السور فإن قال قائل فهل روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بقصار المفصل قيل له نعم حدثنا أحمد بن داود قال ثنا يعقوب بن حميد قال ثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر رضي الله عنه عن عامر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالتين والزيتون حدثنا يحيى بن إسماعيل أبو زكريا البغدادي قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا زيد بن الحباب قال ثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بقصار المفصل حدثنا روح بن الفرج قال ثنا أبو مصعب قال ثنا المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن الضحاك عن بكير عن سليمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان قال بكير فسألت سليمان وقد كان أدرك ذلك الرجل فقال كان يقرأ في المغرب بقصار المفصل حدثنا علي بن عبد الرحمن قال ثنا سعيد بن أبي مريم قال أنا عثمان بن مكتل عن الضحاك ثم ذكر بإسناده مثله فهذا أبو هريرة رضي الله عنه قد أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في صلاة المغرب بقصار المفصل
(٢١٤)