يريد أنها تنزو وتجب فكأنها معلقة بقرون الظباء لان الظباء لا تستقر وما كان على قرونها فهو كذلك وقال امرؤ القيس ولا مثل يوم في قدار ظللته كأني وأصحابي على قرن أعفرا يريد أنا لا نستقر ولا نطمئن فكأنا على قرن ظبي وكذلك الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر يراد أنها تجول في الهواء حتى تعبر فإذا عبرت وقعت ولم يرد أن كل من عبرها من الناس وقعت كما عبر وإنما أراد بذلك العالم بها المصيب الموفق وكيف يكون الجاهل المخطئ في عبارتها لها عابرا وهو لم يصب ولم يقارب وإنما يكون عابرا لها إذا أصاب يقول الله عز وجل إن كنتم للرؤيا تعبرون يريد إن كنتم تعلمون عبارتها ولا أراد أن كل رؤيا تعبر وتتأول لان أكثرها أضغاث أحلام فمنها ما يكون عن غلبة الطبيعة ومنها ما يكون عن حديث النفس ومنها ما يكون من الشيطان وإنما تكون الصحيحة التي يأتي بها الملك ملك الرؤيا عن نسخة أم الكتاب في الحين بعد الحين
(٣٢٣)