ولا نعلم أن أحدا من الأنبياء ولا من صحابتهم ولا العباد ولا المجتهدين كان يقول اللهم أفقرني ولا أزمني ولا بذلك استعبدهم الله عز وجل بل استعبدهم بأن يقولوا اللهم ارزقني اللهم عافني وكانوا يقولون اللهم لا تبلنا إلا بالتي هي أحسن يريدون لا تختبرنا إلا بالخير ولا تختبرنا بالشر لان الله تعالى يختبر عباده بهما ليعلم كيف شكرهم وصبرهم وقال ونبلوكم بالشر والخير فتنة أي اختبارا وكان مطرف يقول لان أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر قال أبو محمد وقد ذكرت هذا في كتاب غريب الحديث بأكثر من هذا الشرح ولم أجد بدا من إيداعه في هذا الكتاب أيضا ليكون جامعا للفن الذي قصدنا له قالوا حديثان متناقضان قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ثم رويتم أنه قال من قال لا إله إلا الله فهو في الجنة وإن زنى وإن سرق وفي هذا تناقض واختلاف رحمه الله قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس ههنا بنعمة الله تناقض ولا اختلاف لان الايمان في اللغة التصديق
(١٥٩)