يريد أن آدم هبط البلاد فهبطت في صلبه وأنت إذ ذاك لا بشر ولا مضغة ولا دم ثم قال بل نطفة تركب السفين وقد * ألجم نسرا وأهله الغر يريد أنك نطفة في صلب نوح صلى الله عليه وسلم حين ركب الفلك ثم قال تنقل من صالب إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق يريد أنه ينتقل في الأصلاب والأرحام فجعله طيبا وهابطا للبلاد وراكبا للسفن من قبل أن يخلق وإنما يريد بذلك آباءه الذين اشتملت أصلابهم عليه قالوا حديثان متناقضان قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ورويتم عن عيسى بن يونس عن أبي عوانة عن خالد الحذاء عن عراك بن مالك عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوما يكرهون أن يستقبلوا القبلة بغائط أو بول فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بخلائه فاستقبل به القبلة قالوا وهذا خلاف ذاك قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا الحديث يجوز عليه النسخ لأنه من الأمر والنهي فكيف لم يذهبوا إلى أن أحدهما ناسخ والآخر منسوخ إذ كان قد ذهب عليهم المعنى فيهما وليسا عندنا من الناسخ والمنسوخ ولكن لكل واحد منهما موضع يستعمل فيه فالموضع الذي لا يجوز أن تستقبل القبلة فيه بالغائط والبول هي الصحاري والبراحات
(٨٥)