الجنة فلم يجبه إلا شاب من بنى عامر بن صعصعة فلما رأى على حداثة سنه قال له ارجع إلى موقفك ثم نادى الثانية فلم يخرج إليه إلا ذلك الشاب ثم نادى الثالثة فلم يخرج إليه الا ذلك الشاب فقال له على خذ فأخذ المصحف فقال له أما انك مقتول ولست مقبلا علينا بوجهك حتى يرشقوك بالنبل فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم فلما دنا منهم حيث يسمعون قاموا ونشبوا الفتى قبل أن يرجع قال فرماه إنسان فأقبل علينا بوجهه فقعد فقال على دونكم القوم قال جندب فقتلت بكفي هذه بعد ما دخلني ما كان دخلني ثمانية قبل أن أصلى الظهر وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال. رواه الطبراني في الأوسط من طريق أبى السابغة عن جندب ولم أعرف أبا السابغة، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي جعفر الفراء مولى على قال شهدت مع علي على النهر فلما فرغ من قتلهم قال اطلبوا المخدج فطلبوه فلم يجدوه وأمر أن يوضع على كل قتيل قصبة فوجدوه في وهدة في منتقع ماء جل أسود منتن الريح في موضع يده كهيئة الثدي عليه شعرات فلما نظر إليه قال صدق الله ورسوله فسمع أحد ابنيه اما الحسن أو الحسين يقول الحمد لله الذي أراح أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هذه العصابة فقال على لو لم يبق من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة لكان أحدهم على رأى هؤلاء انهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن عبد الرحمن بن عديس البلوى قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرج أناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلون بجبل لبنان أو بجبل لخليل قال ابن لهيعة فقتل ابن عديس بجبل لبنان أو بجبل الخليل. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه بكر بن سهل وهو مقارب الحال وقد ضعف، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح.
* (باب الحكم في البغاة والخوارج وقتالهم) * عن كثير بن نمر قال دخلت مسجد الكوفة عشية جمعة وعلى يخطب الناس فقاموا في نواحي المسجد يحكمون فقال بيده هكذا ثم قال كلمة حق يبتغى بها باطل حكم الله انتظر فيكم أحكم فيكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقسم بينكم بالسوية