بنى فلان فيأتينا بفرثها (1) فنكفئه على محمد صلى الله عليه وسلم فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط فأتى به فألقاه على كتفيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد قال ابن مسعود وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم ليس عندي منعة تمنعني فأنا أذهب إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه ثم استقبلت قريشا تسبهم فلم يرجعوا إليها شيئا ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال اللهم عليك بقريش ثلاثا عليك بعتبة وعقبة وأبى جهل وشيبة ثم خرج من المسجد فلقيه أبو البختري بسوط يتخصر به فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنكر وجهه فقال مالك فقال النبي صلى الله عليه وسلم خل عنى قال علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شئ فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه غير مخل عنه أخبره فقال إن أبا جهل أمر فطرح على فرث فقال أبو البختري هلم إلى المسجد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو البختري فدخلا المسجد ثم أقبل أبو البختري إلى أبى جهل فقال يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمد صلى الله عليه وسلم فطرح عليه الفرث قال نعم قال فرفع السوط فضرب به رأسه قال فثار الرجال بعضها إلى بعض قال وصاح أبو جهل ويحكم هي له إنما أراد محمد صلى الله عليه وسلم ان يلقى بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه.
وفى رواية فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد اللهم عليك الملا من قريش قلت حديث ابن مسعود في الصحيح باختصار قصة أبى البختري رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الأجلح بن عبد الله الكندي وهو ثقة عند ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره. وعن قتادة ابن دعامة قال تزوج أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عتيبة بن أبي لهب وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزل قوله تعالى (تبت يدا أبى لهب) قال أبو لهب لابنيه عتبة وعتيبة رأسي في رؤوسكما حرام ان لم تطلقا ابنتي محمد وقالت أمهما بنت حرب بن أمية وهي حمالة الحطب طلقاهما يا بنى فإنهما صبأنا فطلقاهما ولما طلق عتيبة أم كلثوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين فارقها فقال كفرت بدينك أو فارقت ابنتك لا تجيئني ولا أجيئك ثم سطا