عنا فافعل فقال لي يا عقيل التمس لي ابن عمك فأخرجته من كبس من أكباس (1) أبى طالب فأقبل يمشى معي يطلب الفئ يمشى فيه فلا يقدر عليه حتى انتهى إلى أبى طالب فقال له أبو طالب يا ابن أخي والله ما علمت أن كنت لي لمطاعا وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفى ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فان رأيت أن تكف عنهم فحلق ببصره إلى السماء فقال والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار فقال أبو طالب والله ما كذب ابن أخي قط ارجعوا راشدين. رواه الطبراني في الأوسط والكبير الا أنه قال من جلس مكان كبس، وأبو يعلى باختصار يسير من أوله، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت قريش كافة عنى حتى مات أبو طالب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال لما مات أبو طالب تحينوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم. رواه الطبراني في الأوسط عن شخص لقى ابن سعيد الرازي قال الدارقطني ليس بذاك، وعيسى بن عبد السلام لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو قال قلت له ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تظهر من عداوته قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم في الحجر فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا قال فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشى حتى استقبل الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال أتسمعون يا معشر قريش اما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه وضاءة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول انصرف يا أبا القاسم
(١٥)