الرواشح السماوية - ميرداماد محمد باقر الحسيني الأستر آبادي - الصفحة ٩٤
ولا يستحيون من إنكار ضوء الشمس ضاحية النهار، ويقولون:
الظاهر أن هذه المذاهب - أعني دعوى النص الجلي - مما وضعه هشام بن الحكم، ونصره ابن الراوندي، وأبو عيسى الوراق، وإخوانهم.
وبالجملة: لا مطعن ولا غميزة في أبي عيسى أصلا، وإنما الطاعن فيه مطعون في دينه، والغامز (1) مغموز في إسلامه.
وقال السيد المرتضى في كتاب الشافي: " إنه رماه المعتزلة مثل ما رموا ابن الراوندي القاضي ". (2) ونقله العلامة في الخلاصة؛ (3) ولذلك ذكر الشيخ تقي الدين الحسن بن داود في كتابه في قسم الممدوحين (4) ولم يذكره في قسم المجروحين، مع التزامه إعادة ذكر من فيه غميزة ما - وهو من الثبت (5) الثقات - في المجروحين أيضا حتى سعد بن عبد الله الأشعري وهشام بن الحكم وبريد بن معاوية العجلي وغيرهم من الوجوه والأعيان.
وقال شيخنا النجاشي وغيره من الشيوخ في ترجمة ثبيت بن محمد أبي محمد العسكري مدحا له وتوقيرا لأمره:
صاحب أبي عيسى الوراق، متكلم حاذق، من أصحابنا العسكريين وكان له اطلاع (6)

١. في حاشية " أ ": " من قولهم: ليس في فلان غميزة أي مطعن، والمغموز: المتهم، والغامز: العائب ". كما في القاموس المحيط ٢: ١٨٥، (غ. م. ز).
٢. الشافي في الإمامة ١: ٨٩.
٣. خلاصة الأقوال: ٣٩٩ / ١٦٠٨.
٤. رجال ابن داود: ٣٣٨ / 1490.
5. في حاشية " أ " و " ب ": " الثبت - بفتحتين - بمعنى الحجة والجمع الثبت ". كما في المغرب: 65، (ث. ب. ت).
6. في حواشي النسخ: " اطلاع: هنا افتعال من الضلاعة، والضلع - بالتحريك - بمعنى القوة، واحتمال الثقيل، فقيل:
اضطلاع بقلب " التاء " " طاءا "، ثم اطلاع بقلب " الضاد " المعجمة " طاءا " أيضا، ثم إدغام إحدى " الطاءين " في الأخرى، كالإدكار ب‍ " الدال " المهملة: افتعال من الذكر خلاف النسيان، والادخار أيضا ب‍ " الدال " المهملة المشددة:
افتعال من الذخر، والذخيرة ب‍ " الذال " و " الخاء " المعجمتين. ومعناه: الحذاقة (في " أ " الخلافة) والتضلع، وليس هو مطاوع أطلعته على الشيء فاطلع؛ فلذلك عدي ب‍ " الباء " لا ب‍ " على ". هذا على ما ذهب إليه بعض منهم محافظة على مراعاة القياس. وبعض آخر يوجب رعاية استطالة " الضاد " فيذهب إلى امتناع ذلك، ويجوز الشذوذ على الشذوذ، فيقول في نحو " اضطلع " و " اضطرب " " أضلع " " واضرب " شاذ على شاذ، أما الشذوذ، فلأن حروف " ضوي " مشفر لا تدغم فيما يقاربها. وأما كونه على الشذوذ، فلأن القياس قلب الأول إلى الثاني. وكذلك في نحو " اصطبر " " اصبر " شذوذا على الشذوذ، لا " أطبر " وإن كان على القياس؛ لئلا يفوت صفير " الصاد ". (منه مد ظله العالي) ".
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست