الرواشح السماوية - ميرداماد محمد باقر الحسيني الأستر آبادي - الصفحة ٢٨١
الخطاب ويونس بن ظبيان، ويزيد الصائغ.
روى العقيلي عن حماد بن زيد قال: وضعت الزنادقة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة عشر ألف حديث. (1) وروي عن عبد الله بن يزيد المقري: أن رجلا من الخوارج رجع عن بدعته فجعل يقول: " انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه، فإنا كنا إذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا ". (2) ومما وضعته الزنادقة ما تعرض له المفسرون أنه (صلى الله عليه وسلم) لما بلغ في قراءته إلى قوله تعالى: (ومناوة الثالثة الأخرى)، (3) ألقى الشيطان في أمنيته (4) إلى أن قال: " تلك الغرانيق (5) العلى وإن شفاعتهن لترجى " ففرح به المشركون حتى شايعوه بالسجود؛ لما سجد في آخرها بحيث لم يبق في المسجد مؤمن ولا مشرك إلا سجد، ثم نبهه جبرئيل (صلى الله عليه وآله) فاغتم (صلى الله عليه وآله) به فعزاه الله سبحانه بقوله: (و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) (6) الآية.
ولا يستريب ذو بصيرة في أنه باطل مردود، لا يستصحه العقل ولا النقل، والبرهان قائم بالقسط على كذبه وبطلانه.
ومن الكذبة الواضعين قوم من السؤال يضعون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحاديث يرتزقون بها ويستأكلون منها.

1. حكاه عنهم تدريب الراوي 1: 284؛ الضعفاء الكبير 1: 14.
2. تدريب الراوي 1: 285.
3. النجم (53): 20.
4. في حاشية " أ " و " ب ": " الأمنية - بضم الهمزة وتشديد الياء بعد النون - واحد الأماني، تقول منه: تمنيت الشيء ومنيته غيري، وفي أمنيته: أي في تشبهه ما يوجب اشتغاله بالدنيا. (منه دام ظله العالي) ".
5. في حاشية " أ " و " ب ": " الغرانيق هاهنا الأصنام، وهي في الأصل: الذكور الطوال العنق من طير الماء، واحدها غرنوق - بالضم - وغرنيق - بإسكان الراء بعد المعجمة المضمومة، وفتح النون قبل المثناة من تحت الساكنة - تسمى به لبياضه ورفعته في الطيران، وعرانق - بالضم - كغرانق: الشاب الناعم والجمع أيضا: الغرانيق بالفتح. (منه دام ظله العالي) ".
6. الحج (22): 52.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست