السرابيل - فإنما أراد بهم طول حملهم للسلاح ولبسهم له - والمقانب - هي الأوعية التي يكون فيها الزاد فكأنه يقول إذا سافروا لم يشدوا الأوعية على ما فيها وأطعموا أهل الرفقة وهذه كناية عن الاطعام وبذل الزاد مليحة - وعجز البطون - من صفات المناقب أراد أنها لا توكى عجر البطون ولا تطوى على فضل الزاد.. ولبعض شعراء بنى أسد وأحسن غاية الاحسان رأت صرمة لا بنى عبيد تمنعت * من الحق لم توزل بحق إفالها فقالت ألا تغذو فصالك هكذا * فقلت أبت ضيفانها وعيالها فما حلبت إلا الثلاثة والثنى * ولا قيلت إلا قريبا مقالها حدابير من كل العيال كأنها * أناضى شقر حل عنها جلالها شكى هذا الشاعر من امرأته وحكى عنها أنها رأت إبلا لجيرانها لم تعط في حمالة ولم تعقر في حق ولم تحلب لضيف ولا جار فهي سمان.. وقوله - لم توزل إفالها - فالأفال الصغار وتوزل من الأزل وهو الضيق في العيش والشدة فيقول فصال هؤلاء سمان لم تلق بؤسا لان ألبان أمهاتها موفورة عليها.. وحكى عن امرأته أنها تقول أغذ أنت فصالك هكذا فقال لها تأبى ذلك الحقوق وعيالها وهم الجيران والضيفان ثم أخبر أنه لم يلتفت إلى لومها وأن الإبل ما حلبت بعد مقالتها إلا مرتين أو ثلاث ولا قيلت من القائلة إلا بقرب البيوت حتى نحرها ووهبها - والحدابير - المهازيل وإنما يعنى فصاله وهزالها من أجل أنها لا تسقى الألبان وتعقر أمهاتها - وأناضى - جمع نضو فشبه فصاله من هزالها بانضاء خيل شقر.. وقوله - حدابير من كل العيال - فيه معنى حسن لأنه أراد أنها من بين جميع العيال مهازيل وهذا تأكيد لان سبب هزالها هو الايثار بألبانها واختصت بالهزال من بين كل العيال والعيال ههنا هم الجيران والضيفان وإنما جعلهم عيالا لان كرمه وجوده قد ألزمه مودتهم فصاروا كأخص عياله.. ومثل ذلك قول الشاعر تعيرني الحظلان أم محلم * فقلت لها لم تقذفيني بدائيا
(٦٧)