يكلمه من حبه وهو أعجم بصبصته وتحريكه ذنبه.... وأما قوله - ليفزع نوم - فإنما أراد ليغيث نوم يقال فزعت لفلان إذا أغثته... ومعنى - عوي في سواد الليل - ان العرب تزعم أن سائر الليل إذا أظلم عليه وأدلهم فلم يستبن محجة ولم يدر أين الحي وضع وجهه على الأرض وعوى عواء الكلب ليسمع ذلك الصوت الكلاب إن كان الحي قريبا منه فتجيبه الأبيات وهذا معنى قوله أيضا ومستنبح أي ينبح الكلاب...
وقال الفرزدق وداع بلحن الكلب يدعو ودونه * من الليل سجفا ظلمه وغيومها دعا وهو يرجو أن ينبه إذ دعا * فتى كابن ليلى حين غارت نجومها ابن ليلى - يعنى أباه غالبا بعثت له دهماء ليست بلقحة * تدر إذا ما هب نحسا عقمها معنى - بعثت له دهماء - أي رفعتها على أثافيها ويعنى الدهماء القدر - والقحة - الناقة وأراد أن قدره تدر إذا هب الريح عقيما لأمطر فيها كأن المحال الغر مي حجراتها * عذاري بدت ألما أصيب حميمها أراد أن قطع اللحم فيها لا نستتر بشئ منها كما لا نستتر العذارى اللواتي أصيب حميمهر وظهرن حواسر غضوبا كحيزوم النعامة أحمشت * بأجواز خشب زال عنها هشيمها - الا جواز - الأوساط وأوسط الخشب أصلبه وأبقى نارا محضرة لا يجعل الستر دونها * إذا المرضع العوجاء جال برميها - البريم - الحقاب وإنما يجول من الهزل والجهد والطوى - العوجاء - التي - قد اعوجت من الطوى... وقال الأخطل في الضيف دعاني بصوت واحد فأجابه * مناد بلاد صوت وآخر صيت ذكر ضيفا عوى بالليل والصدى من الجبل يجيبه فذلك معنى قوله - بصوت واحد -