النقبة تكون بالبعير وهو جرب رطب فإذا خالط الإبل وحاكها وصل إليها بالماء الذي يسيل منه وتجرب بمائه فهذا هو المعنى الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يوردن ذو عاهة على مصح قال وقد ذهب قوم إلى أنه أراد عليه الصلاة والسلام بذلك أن لا يظن أن الذي نال إبله من ذوات العاهة فيأثم قال وليس هذا عندي وجه لأنا نجد الذي خبرتك به عيانا.. قال وأما الجنس الآخر من العدوي فهو الطاعون ينزل ببلد فيخرج منه خوفا من الطاعون.. وحكى عن الأصمعي عن بعض البصريين أنه هرب من الطاعون فركب حمارا ومضي بأهله نحو سفوان فسمع حاديا يحدو خلفه فيقول لن يسبق الله على حمار * ولا على ذي ميعة مطار أو يأتي الحتف على مقدار * قد يصبح الله أمام الساري .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالبلد الذي أنتم فيه فلا تخرجوا منه وقال عليه الصلاة والسلام أيضا إذا كان ببلد فلا تدخلوه يريد بقوله عليه الصلاة والسلام لا تخرجوا من البلد إذا كان فيه كأنكم تظنون أن الفرار من قدر الله تعالى ينجيكم ويريد بقوله عليه الصلاة والسلام إذا كان ببلد فلا تدخلوه إن مقامكم بالموضع الذي لا طاعون فيه أسكن لأنفسكم وأطيب لعيشكم قال ومن ذلك المرأة تعرف بالشؤم والدار فينال الرجل مكروها أو جائحة فيقول أعدتني بشؤمها قال فهذا هو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام لا عدوى.. فأما الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الشؤم في المرأة والدار والدابة فإن هذا يتوهم فيه الغلط على أبي هريرة وأنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فلم يعه.. وروى ابن قتيبة خبرا ورفعه إلى أبى حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة فقالا إن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنما الطيرة في المرأة والدار والدابة فطارت شفقا فقالت كذب والذي أنزل القرآن على أبى القاسم من حدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما قال عليه الصلاة والسلام كان أهل الجاهية يقولون إن الطيرة في المرأة والدار والدابة ثم قرأت (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم) الآية.. وروى خبرا يرفعه إلى أنس بن مالك قال جاء
(١١٢)