فر من الأجذم فرارك من الأسد.. وأن رجلا مجذوما أتاه ليبايعه بيعة الاسلام فأرسل إليه بالبيعة وأمره بالانصراف ولم يأذن عليه الصلاة والسلام.. وروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال الشؤم في المرأة والدار والدابة وظواهر هذه الأخبار متناقضة متنافية فبينوا وجه الجمع بينها.. الجواب قلنا إن ابن قتيبة قد سأل نفسه عن اختلاف هذه الأخبار وأجاب عن ذلك بما نذكره على وجهه ونذكر ما عندنا فيه فإنه خلط وأتى بما ليس بمرضى.. قال إن لكل من هذه الأخبار معنى وموضعا فإذا وضع موضعه زال الاختلاف قال وللعدوي معنيان.. أحدهما عدوي الجذام فإن المجذوم تشتد رائحته حتى يسقم في الحال مجالسيه ومواكليه وكذلك المرأة تكون تحت المجذوم فتضاجعه في شعار واحد فيوصل إليها الأذى وربما جذمت وكذلك ولده ينزعون في الكثير إليه وكذلك من كان به سل ودق والأطباء تأمر بأن لا يجالس المسلول والمجذوم ولا يريدون بذلك معنى العدوي وإنما يريدون بذلك تغير الرائحة وأنها قد يسقم في الحال اشتمامها والأطباء أبعد الناس من الايمان بيمن أو شؤم.. وكذلك
(١١١)