أي ذهب بعضه وبقى بعض.. وقال أبو بكر العبدي معناه لم يعف رسمها من قلبي وهو دارس من الموضع فلم يتناول قوله ولم يعف رسمها ما تناوله قوله فهل عند رسم دارس من جميع وجوهه فيتناقض الكلام.. وقال آخرون أراد بقوله لم يعف أي لم يدرس ثم أكذب نفسه بقوله فهل عند رسم دارس من معول كما قال زهير قف بالديار التي لم يعفها القدم * بلى وغيرها الأرواح والديم (1) وكما قال آخر فلا تبعدن يا خير عمرو بن مالك * بلى إن من زار القبور ليبعدا أراد ليبعدن فأبدل الألف من النون الخفيفة وهذا وجه ضعيف وبيت زهير لا يجب فيه ما توهم من المناقضة والتكذيب لأنه يمكن أن يحمل على ما ذكرناه من أحد الوجوه المتقدمة من أنه أراد رسمها لم يعف ولم يبطل كله وإن كان قد غيرته الديم والأرواح
(١٠٤)