واضطرابا، وفتح المصحف ثالثة فخرج: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم (1) فوضع المصحف وقال: أنت الخليفة والله بلا شك، فما حق بشارتي عليك؟
فقلت: الله الله في دمى، واسأل الله أن يبقى أمير المؤمنين الأمير الناصر الموفق وما لنا وهذا ومثلك في عقلك لا يطلق مثل هذا القول بمثل هذا الاتفاق قال: فأمسك وما زال يحادثني ويخرجني من حديث ويدخلني في حديث إلى أن جرى حديث ما بيني وبين أبى فأقبل يحلف بالايمان الغليظة أنه لم يكن له في أمري صنع ولا سعاية على بمكروه، فصدقته ولم أزل أخاطبه بما تطيب به نفسه خوفا من أن يزيد وحشة فيسرع إلى التدبير في تلفي إلى أن انصرف، ثم صار أي وقت جاءني أخذ معي في الاعتذار والتنصل، وأنا أظهر التصديق له والتقبل حتى سكن، ولم يشك انى معتقد لبراءة ساحته فما كان بأسرع من أن جاء الموفق وقد اشتدت عليه ومات، فأخرجني الغلمان من الحبس فصيروني مكانه وفرج الله عنى وفاجأني بالخلافة ومكنني من عدو الله وعدوي إسماعيل فأنفذت الحكم فيه.
حكى عن عبد الله بن سليمان بن وهب، عن أبيه أنه قال: أصبحت يوما وأنا في حبس محمد بن عبد الملك الزيات في خلافة الواثق آيس ما كنت من الفرج، وأشد محنة وغما حتى وردت على رقعة أخي الحسن ابن وهب ونسختها.
محن أبا أيوب أنت محلها * فإذا جزعت من الخطوب فمن لها إن الذي عقد الذي انعقدت به * عقد المكاره فيك يحسن حلها فاصبر فإن الله يعقب فرجة * ولربما أن تنجلي ولعلها وعسى تكون قريبة من حيث لا * ترجو وتمحو عن جديدك ذلها قال فتفاءلت بذلك وقويت نفسي فكتبت له:
صبرتني ووعظتني فأنا لها * وستنجلي بل لا أقول لعلها