متوجها إلى عبد الملك بن مروان حتى وقفت ببابه واستأذنت فأذن لي فلما دخلت قال: أوقد تعلمت السحر؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين ولكنه كان من شأني كذا وكذا وقصصت الخبر فأمنني وأحسن إلى * أخبرني بعض أصحابنا أن صديقا له من الكتاب دفع إلى محنة صعبة فكان من دعائه: " يا كاشف الضر بك استغاث من اضطر " قال: ورأيته نقشه على فص خاتمه، وكان يردد الدعاء به فكشف الله عز وجل محنته عن قرب * حدثني علي بن هاشم، قال: حدثني أحمد بن محمد. قال مؤلف هذا الكتاب: قال لي أبو القاسم عيسى بن علي في كلام جرى بيننا غير هذا طويل: كان أحمد بن محمد أشار على المقتدر وقد استشاره فيمن يقلده الوزارة قال: فأسميت له نفرا وقال سمعت عبيد الله بن سليمان بن وهب يقول: كان المتوكل من أغلظ الناس على ايتاخ، فذكر فيه حديثا طويلا وصف فيه كيف قبض المتوكل على ايتاخ وابن ببغداد لما رجعا من الحج بيد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب قال سليمان ابن وهب: وساعة قبض على ايتاخ ببغداد قبض على بسر من رأى وسلمت إلى عبيد الله بن يحي وكتب المتوكل إلى إسحاق بن إبراهيم بدخوله بسر من رأى ليتقوى به على الأتراك لأنه كان معه بضعة عشر ألفا لكثرة الظاهرية بخراسان وشدة شوكتهم، فلما دخل إسحاق أمر المتوكل بتسليمي إليه وقال: هذا عدوى ففصل عظامه.
هذا كان يلقاني في أيام المعتصم فلا يبدأني بالسلام وأبدأه لحاجتي فيرد على كما يرد المولى على عبده وكل ما دبره ايتاخ فعن رأيه. فأخذني إسحاق وقيدني بقيد ثقيل وألبسني جبة صوف وحبسني في كنيف وأغلق على خمسة أبواب فكنت لا أعرف الليل من النهار، فأقمت كذلك نحو عشرين يوما لا يفتح على الباب إلا حملة واحدة في كل يوم وليلة، ويدفع إلى فيهما خبز شعير وملح وماء حار، فكنت آنس بالخنافس وبنات وردان وأتمنى الموت لشدة ما أنا فيه فعرض لي ليلة من الليالي أن أطلت الصلاة وسجدت ودعوت الله عز وجل بالفرج وقلت في دعائي: " اللهم ان كنت تعلم أنه كان لي في دم نجاح بن مسلمة صنع فلا تخلصني مما أنا فيه، وإن كنت تعلم أنه لا صنع لي فيه ولا في غيره من الدماء التي سفكت ففرج عنى. فما استممت الدعاء حتى سمعت