وكتب محت الشعر إلى أخيه أن يدفع إلى أبى الطمحان مائة ناقة حمراء ثم قال: أقرئ هذا قومي فإنهم سيعطونك مائة ناقة حمراء. فخرج تسير به راحلته حتى أتى حضرموت فتشاغل ما ورد له ونسي أمر ابن قيسبة حتى فرغ من حوائجه ثم سمع نسوة من عجائز اليمن يتذاكرن أمر ابن قيسبة ويبكين فذكر أمره فأتى أخاه الجون بن مالك فقال له يا هذا: إني أدلك على أخيك وقد جعل لي مائة ناقة حمراء. فقال له: فهي لك. فكشف عن رجله فلما قرأه الجون بن مالك أمر له بمائة ناقة. ثم أنى قيس بن معدى كرب الكندي أبا الأشعث بن قيس فقال له يا هذا: إن أخي في بنى عقيل أسير فسر معي بقومك نخلصه. قال: أتسير معي تحت لوائي، حتى أطلب ثارك وأنجدك؟ والا فامض راشدا. فقال له الجون: مس السماء أهون من ذلك وأيسر على ما جئت به فصحب السكون ثم فاؤا فرجعوا فقال ما عليك من هذا هو ابن عمك ويطلب لك بثأرك فانعم له بذلك فسار قيس وسار الجون معه تحت لوائه وكندة والسكون معه فهو أول يوم اجتمعت فيه السكون وكندة لقيس وبه أدرك الشرف وسار حتى أوقع ببنى عامر بن عقيل فقتل منهم مقتلة واستنقذ ابن قيسبة وقال في ذلك سلامة ابن صبيح الكندي:
لا تشتمونا إذ جلبنا لكم * ألفي كمية كلها سلهبة نحن أنلنا الخير في أرضكم * حتى ثأرنا منكم ابن قيسبه واعترضت من دونهم مذحج * فصادفوا من خيلنا مسغبه حدثني أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق الكاتب بن يعقوب بن إسحاق البهلول التنوخي قال: كنت وأنا حدث أتعلم في ديوان الزمام بالسواد بين يدي كاتب فيه يقال له أبو الحسن علي بن الفتح، ويعرف: بالمطوق عاش إلى بعد سنة عشرين وثلاثمائة. وأخرج إلينا كتابا قد عمله في أخبار الوزراء منذ وفاة عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى آخر أيام القاهر بالله