[1032] 13 - وفي (عيون الأخبار) وفي (كتاب العلل) بالإسناد الآتي (1) عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام (حديث العلل): إنما وجب الوضوء على الوجه واليدين ومسح (2) الرأس والرجلين (3) لأن العبد إذا قام بين يدي الجبار فإنما (4) ينكشف من جوارحه، ويظهر ما وجب فيه الوضوء، وذلك أنه بوجهه (يستقبل و) (5) يسجد ويخضع، وبيده يسأل، ويرغب ويرهب، ويتبتل (6) و (7)، وبرأسه يستقبله في ركوعه وسجوده، وبرجليه يقوم ويقعد.
وإنما وجب الغسل على الوجه واليدين، والمسح على الرأس والرجلين، ولم يجعل غسلا كله ولا مسحا كله لعلل شتى:
منها أن العبادة العظمى (8) إنما هي الركوع والسجود، وإنما يكون الركوع والسجود بالوجه واليدين، لا بالرأس والرجلين.
ومنها: أن الخلق لا يطيقون في كل وقت غسل الرأس والرجلين، ويشتد ذلك عليهم في البرد والسفر والمرض و (9) الليل والنهار، وغسل الوجه واليدين أخف من غسل الرأس والرجلين، وإنما وضعت الفرائض على قدر أقل الناس طاقة من أهل الصحة، ثم عم فيها القوي والضعيف.