كما قدر لتلميذه الشهيد أن يجمع بين ثقافتي أستاذه في الفلسفة والكلام.
وهكذا قدر لهذا التلميذ أن يكون نسخة ثانية لأستاذه في ثقافته الواسعة، وذهنيته الخصبة.
وهنا تنقطع جذور المسألة ولا نجد في مدرستي (المحقق الحلي) و (المحقق) الطوسي) تأثرا بالغا بالمدارس السابقة عليهما في الفقه والكلام فمن هذه النقطة بالذات تبدأ الدراسة، واكتشاف شخصية الشهيد بصورة منهجية.
كلمات العلماء فيه:
وبإمكان القارئ أن يلمس مكانة الشهيد العلمية في نفوس الفقهاء من أساتذته وتلاميذه والمتأخرين عنه مما ذكروا في شأنه في الإجازات والتراجم عند التعرض لذكر الشهيد.
وأهم ما يلفت نظرنا مما قيل في مدح الشهيد ما كتبه أستاذه (فخر المحققين) في حق الشهيد.
قال: الإمام الأعظم، أفضل علماء العالم، وسيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن حامد أدام الله أيامه (1).
وإن كان هذا التعبير متعارفا من الطلاب بالنسبة إلى شيوخهم، فمن الغريب أن يمدح أستاذ تلميذه بمثل ذلك. ولئن كان هذا المدح بمثل هذا التعبير من فخر المحققين يدل على شئ فإنما يدل على سمو مكانة التلميذ الذي استأثر بقلب أستاذه وعقله معا، وبعثه على أن يعترف بأن ما استفاده تلميذه الشاب منه لم يزد على ما استفاده هو من تلميذه.
ويقول عنه الشيخ محمد بن يوسف الكرماني القرشي الشافعي في إجازته للشهيد: