منه إلى مصر فردا من الطريق ورفعا إلى القلعة (1).
ويلقي هذا النص التاريخي ظلا على شخصية (ابن جماعة) فيبدو مما تقدم أنه كان من متفقهة بلاط الجراكسة في (مصر وسوريا وفلسطين) ومم تروقه ضخامة العناوين، والتقلب في المناصب الحكومية، وإن كان على حساب الآخرين وإهانتهم وتعذيبهم.
فهو يتحول من خطابة إلى تدريس، إلى إمامة، إلى قضاء، إلى تولية، إلى مشيخة، ويضم في وقت واحد المشيخة إلى القضاء، إلى الخطابة وتستدعيه الحكومة من بلد إلى بلد.
وتعزل الحكومة (ناصر الدين بن أبي البقاء) لأمر ما من قضاء مصر، فيستدعى لها (ابن جماعة) من القدس. يم يتحدث ناس من الفقهاء في ذلك، ويقيسون بينه وبين القاضي السابق في العلم والدين فيحضرهم وينكل بهم فيها به (الناس) ثم يصطدم في دمشق بالشيخ (زين الدين القرشي) والشيخ (شهاب الدين الحسباني) فيأخذ منهما الفتيا والقضاء ويمنعهما من الفتيا، وينادي عليهما فيهربان منه، فتعثر عليهما الحكومة فتردهما إلى القلعة محبوسين.
كل ذلك يثير في نفوسنا الشك، ويسم (ابن جماعة) بعلامات استفهام كبيرة: ممن يكون هذا الرجل الذي تعنى به الحكومة بهذا الشكل وتقدم له مناصب كبيرة في القضاء والخطابة والفتيا والتولية بسخاء وتقضي على أعدائه.
ويصطدم هو بمشائخ الفقه والقضاء، ويمنعهم بقوة عن الفتيا فيهربون منه.
وينقده ناس بقلة العلم والدين؟.
ولا نريد أن نتحدث عنه، وإنما أردنا أن نسلط على هذا الشخص الذي اصطدم في دمشق بشيخنا (الشهيد) بعض الأضواء، لنعرف ملامح من