بسم الله الرحمن الرحيم اللهم نحمدك، حمد الحامدين، ونصلي ونسلم على أشرف الخلق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين المنتجبين أولي الأمر الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وبعد، لا يخفى على بغاة العلم وطلاب الهدى أن العلوم تختلف أهميتها ومكانتها باعتبار أهمية ومكانة موضوعها، وأن لعلم الفقه المكانة السامية والأهمية الخاصة، حيث إن موضوعة القوانين الشرعية والأحكام الإلهية التي قننها وشرعها الرب الحكيم لتنظيم مسيرة الإنسان وحياته على هذه البسيطة.
ولأجل هذا نجد أن المئات من علمائنا العظام وفقهائنا الكرام قد سعوا جاهدين، باذلين كل غال ونفيس في سبيل تبيين هذه الأحكام ونشرها وصبها في قوالب كتابية بعد تبويبها وترتيبها بشكل يحفظ لهذه الأحكام قد سيتها ويسهل للوارد الغرف من نميرها.
ومن تلكم الكتب القيمة السفر الذي نحن بصدده " الدروس الشرعية في فقه الإمامية " لمصنفه الحبر الجليل والشهيد القتيل المولى شمس الملة والدين أبي عبد الله محمد بن مكي العاملي - قدس سره الشريف - من علماء القرن الثامن الهجري. وهو بمثابة المختصر لكتابيه الشهيرين " الذكرى " و " البيان " وقد كتبه لولديه - رحمهم الله جميعا -.